مدين ديرية صحفي ومصور ومراسل حربي ومنتج أفلام وثائقية، وهو بريطاني من أصول فلسطينية، ولد مدين في فلسطين لكنه غادر البلاد في سن مبكرة، درس الصحافة والتصوير الفوتوغرافي في تركيا والمملكة المتحدة. وهو عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين، والاتحاد الوطني للصحفيين، ومراسلون بلا حدود، ونادي فرونت لاين للمراسلين الحربيين.
قام مدين بتغطية العديد من الحروب في مختلف أنحاء العالم، في دول أبرزها العراق وفلسطين وتركيا وأفغانستان وليبيا وسوريا واليمن ولبنان وجنوب السودان والصومال، وكذلك في بعض الدول الأفريقية، وكان يقضي شهورًا عدة في هذه المناطق وهو يغطي الصراعات، وكان أيضأ يتتبع العديد من الجماعات المتمردة والثورية في المعارك. وكما أوضحت شبكة CNN الأمريكية فقد عرف بعمله في أخطر مناطق النزاعات الحربية حيث بثت تقاريره المصورة من قلب المعارك وتمكن من الوصول إلى أخطر المناطق في إفريقيا والشرق الأوسط ونجح في ربط الصلة بأخطر الحركات المتمردة والمنظمات الجهادية من جبال أفغانستان حتى سيراليون غرب إفريقيا.
كان مدين ديرية من أوائل المراسلين الحربيين الذين دخلوا ليبيا لتغطية التدخل العسكري الخارجي في البلاد عام 2011. وبقي يغطي طوال مدة الاقتتال بين الحركات الثورية وقوات حكومة العقيد معمر القذافي، وقام بتصوير الثوار أثناء المعارك وعلى الخطوط الأمامية، وكان احد أوائل الصحفيين الذي وصلوا إلى العاصمة طرابلس مع الثوار الذين استولوا على المدينة من القوات الحكومية.
وبينما شهدت ليبيا حالة عدم استقرار واضطرابا كبيرا بعد سقوط العقيد القذافي فإنه سرعان ما اندلع القتال في ليبيا بين عدة ميليشيات من جهة وقوات الجنرال خليفة حفتر من جهة أخرى في صيف عام 2014، حيث قامت حرب أهلية بين تحالف الميليشيات وقوات الجنرال خليفة حفتر في ظل غياب سلطة تسيطر سيطرة كاملة على البلاد، وبينما اصبحت مدينة بنغازي مدينة متنازعا عليها بين قوات الجنرال حفتر والميليشيات الأخرى وتنظيم الدولة الإسلامية، فقد كان ديرية هو الصحفي الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى المدينة وسط معارك ضارية.
قدم ديرية العديد من الأفلام والتقارير حول النزاع في اليمن، وتمكن من الوصول إلى جميع الأطراف المشاركة في الصراع. وفي مارس 2015 ومع اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، كان هو الصحفي الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى مدينة عدن المحاصرة على الرغم من المعارك الطاحنة، وانتج ديرية الفيلم الوثائقي "حصار عدن"، ومنذ ذلك الحين كان يزور اليمن بانتظام لتغطية الصراع الدائر هناك.
كان ديرية أيضا من أوائل الصحفيين الذين دخلوا سوريا بعد انتفاضة 2011. وبعد ذلك عاود زيارة البلاد عدة مرات لتغطية الصراع السوري، وكان يقضي شهورا طويلة داخل سوريا لممارسة عمله الصحفي في التغطية الكاملة لأحداث البلاد.
أثناء وجوده في سوريا؛ التقى ديرية مع جميع الأطراف المشاركة في القتال بما في ذلك جميع الجماعات الجهادية، وأجرى مقابلات مع جميع قادة قوى المعارضة، وتتبع الثوار وجماعات المعارضة لأسابيع وشهور على جبهات القتال.
خلال فترات طويلة من التصوير وإعداد التقارير في سوريا ، بقي مدين ديرية في معظم الأحيان مع العائلات وتواصل معهم ومع غيرهم من السكان المحليين لفهم شعورهم عما يحدث وكيفية تعاملهم مع الظروف الصعبة، وظل مدين ممتنا دائمًا لكرم الضيافة الكبير الذي حظي به من جانب من استقبلوه من السوريين.
التقى مدين ديرية بعناصر وقادة تنظيم الدولة الاسلامية وصوّر الجماعات الجهادية في العراق، وعندما ظهر التنظيم لأول مرة في سوريا كان قد حصل على وصول غير مسبوق لتنظيم الدولة الإسلامية في كلا البلدين، وحالما أعلن تنظيم الدولة الاسلامية عن إنشاء دولة الخلافة، كان مدين ديرية أول صحفي يزور الرقة ويتنقل في أراضي الدولة الإسلامية في سوريا حتى وصل بلدة القائم في العراق وهو يوثق لحظة بلحظة تفاصيل ما شاهده وسمعه. وقد أنتج فيلمًا وثائقيًا فريدًا وشهيرًا عن الدولة الإسلامية بعنوان " The Islamic State" ، وقد فاز بالعديد من الجوائز المرموقة حول العالم.
كان مدين ديرية أول صحفي أجرى مقابلة مع قيادي بارز في جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في بداية ظهور الجماعة. كما كان أول صحفي يصنع فيلماً وثائقياً عن جبهة النصرة بعنوان "من داخل المعركة - جبهة النصرة-القاعدة في سوريا". وكان قد قضى ثمانية أسابيع متتالية في سوريا لإنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية عن جبهة النصرة.
تعرض ديرية لعدة إصابات متفاوتة خلال مهامه، حيث أصيب بجراح خطرة أثناء تغطيته للمعارك في العراق، كما نالت منه نيران قناص في حي أبو سليم بطرابلس - آخر معقل للعقيد القذافي في العاصمة الليبية – وكبدته إصابات بالغة ، كما تعرض ايضا في بداية الصراع السوري للإصابة بجراح مختلفة في حي سيف الدولة بحلب أثناء تغطيته للقتال هناك.
كان مدين ديرية دائمًا قادرًا على الوصول إلى جميع الأطراف المشاركة في النزاعات بفضل موقفه غير المتحيز والمستقل كصحفي ومعروف عنه انه صحفي محايد. وقد حصل على العديد من الجوائز حول العالم، كان أبرزها جائزة النزاهة والشجاعة والروح المستقلة، وجائزة بيبودي العالمية المرموقة.
عمل مدين بأسلوبه المستقل مع العديد من وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية والصحف العالمية. و أنتج أفلامًا وثائقية مختلفة وتقارير استقصائية حول حقوق الإنسان، وإنتاج الأسلحة، والصراعات والحروب، ولديه معرفة متخصصة بالاستراتيجيات العسكرية والتنظيمات الجهادية وقد كتب عدة مقالات حول هذه القضايا.
أبرز ما كتبه مدين كان " سلسلة كتب من داخل الحركات الجهادية" ، وهي عبارة عن مجموعة من الروايات الفريدة والمعقدة والتقارير الاستقصائية حول التنظيمات الجهادية، لا سيما تنظيم فتح الإسلام وتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية. وتأتي هذه الكتب نتيجة تحقيقات مكثفة على الأرض، حيث عمل ديرية من داخل هذه المجموعات خلال زياراته للعراق وسوريا واليمن وليبيا وأفغانستان والصومال ولبنان وكذلك عدة دول أخرى.
وكان أول صحفي يكتب السيرة الذاتية لابي مصعب الزرقاوي من خلال معلومات فريدة تم جمعها من داخل عائلة الزرقاوي المقربة ودائرته القريبة من قادات القاعدة والدولة الإسلامية.
ويعتبر مدين ديرية أول صحفي يكتب حصريًا عن زعيم تنظيم فتح الإسلام "شاكر العبسي"، حيث أعاد بناء حياته والأحداث المحيطة به من خلال المعلومات التفصيلية التي كشفت عنها عائلة العبسي والمقربين منه وقادة آخرون داخل التنظيم.
كما أجرى ديرية أبحاثًا وكتبا عن العديد من قادة القاعدة رفيعي المستوى، وكشف عن مواد ومعلومات فريدة تتعلق بهم من خلال الدائرة القريبة منهم.