هذا الكتاب هو ثمرة حصاد سنوات عمل طويلة تمثلت في جمع تقارير وتحقيقات صحفية نادرة ومعقدة حول الحركات الجهادية احتوت على عدد كبير من المقابلات وكشفت عن وثائق سرية واعترافات وصورا ومقاطع فيديو ورسائل قام بجمعها ونشرها ولأول مرة الصحفي مدين ديرية. وقد انفرد هذا الكتاب بنشر السيرة الذاتية لأبي مصعب الزرقاوي والتي تظهر لأول مرة حيث نسج المؤلف حكاية متكاملة لشخصية أبي مصعب جمع تفاصيلها من دائرته الضيقة؛ زوجاته وأصدقائه المقربين. وإلى جانب الخوض في أعماق أسرار تنظيم القاعدة وقاداته وعائلاتهم منذ بداياته في سوريا مطلع تسعينيات القرن الماضي ولغاية يومنا هذا، يستعرض الكتاب تفاصيل تكشف لأول مرة عن مراحل قيام الثورات العربية ثم نشوء الثورات المضادة لها، وترجع بنا سطور الكتاب إلى زمن الجهاد الأفغاني ضد السوفييت وبروز ظاهرة الأفغان العرب، وقد وضع المؤلف مادة فريدة تمثلت في ابراز أوجه التشابه بين ظاهرة الجهاد الأفغاني وظاهرة الجهاد في سوريا زمن الثورة، وأبرز الدور الكبير الذي قام به الإعلام العربي والغربي في دعم الصراعات الداخلية التي نتجت عن الثورات العربية، وكذلك دور المؤسسات التعليمية والاغاثية والمدنية والسياسية وتصاعد الخطابات الدينية على الملأ في دعم كلا الظاهرتين. ويترك المؤلف لجمهور القراء معاينة فصول كتابه ثم يطرح عليهم عدة تساؤلات ذيلها في الخاتمة كان ابرزها: هل أعيدت الكرة وتم استغلال الجهاديين في زمن الثورات العربية ؟! وماهي أوجه التشابه والاختلاف بين ما حصل زمن الجهاد ضد الروس في أفغانستان وبين الصراع الدامي في سوريا؟! وهل الحرب الأهلية السورية هي تقليد للمثال الأفغاني في قتال الروس؟!!

يرسم ديرية التسلسل الزمني لاحداث التنظيم الجهادي ويحلل بعمق مراحل تطوره مع التركيز بشكل كبير على معركة عام 2007 الشرسة في مخيم نهر البارد شمال لبنان، وقد أجرى ديرية تحقيقات كشف فيها عن وثائق سرية واعترافات وصور ومقاطع فيديو ورسائل كتبها قادة هذه التنظيمات، حيث تم نشرها جميعًا لأول مرة.ويكشف الكتاب حقيقة ظهور بعض المعتقلين من عناصر التنظيم في وسائل اعلام مختلفة وادلائهم بشهادات دون معرفة الظروف الحقيقية لهؤلاء ، فأراد مؤلف الكتاب معرفة الدوافع التي دعتهم لتلك التصريحات ، وبالفعل فقد تحدث الى بعضهم وقد أقروا بإجبارهم على الظهور على وسائل الاعلام وسرد اعترافات تحت الضغط .ويناقش المؤلف وقع حرب أفغانستان على التنظيم ، ويتوقف عند حرب العراق والتي تعتبر نقطة تحول كبيرة للتنظيم. ويثير الكتاب من خلال الوثائق والمستندات مجموعة من التساؤلات ؛ الى أي مدى اقتنع الرأي العام بوجود تعاون او تبعية بين تنظيم فتح الإسلام ودول تعيش فرقة سياسية في ظل تبادل الاتهامات بين دول وتيارات حول هوية وخلفية هذا التنظيم وإنتمائه. ويكشف الكتاب حجم الاختراق الأمني للتنظبم ، كما يقدم الأسماء الحقيقية وجنسيات عملاء المخابرات.وقد تم جمع كل المعلومات الواردة في الكتاب من داخل التنظيم ، وتتضمن السيرة الذاتية لقائد التنظيم شاكر العبسي بمعلومات وافرة حصل عليها المؤلف من داخل دائرته الضيقة ، كما يتضمن الكتاب وصفا وافرا لاعضاء التنظيم الرئيسيين ، والكتاب هو الجزء الأول من سلسلة كتاب ( من داخل الحركات الجهادية ) للمؤلف مدين ديرية ، وقد صدر لأول مرة في آب 2018.